العرب والقضية الفلسطينية في ظل صراعات المنطقة

علي ابو حبلة

القضية الفلسطينية كانت وما زالت محور الاهتمام العربي والدولي والإقليمي وما نشهده من صراع سببه فلسطين ، كانت فلسطين وما زالت منارة الشعوب العربية في الثورات والدعوة للتحرر من العبودية الامريكية والاستعمار الغربي لتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي ، القضية الفلسطينية كانت وما زالت محور إجماع الشعوب العربية والاسلامية أينما كانوا وأينما تواجدوا ومن يتمسك بعروبة فلسطين وتحرير فلسطين يصبح في نظر الامة العربية والاسلامية محور الاهتمام ، مهما حاول  البعض الاستسلام للهيمنة الامريكية الابتعاد عن القضية الفلسطينية إلا أن هذه الضغوط فقاعات في نظر الشعوب العربية .

 قضية فلسطين تبقى جزءا من عقيدة المسلم ارض إلهية خصها الله سبحانه وتعالى في القران الكريم بقوله

 «سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله» ، هي بنظر العرب والمسلمين مسرى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم منها عرج إلى السماء العلا ، هي أولى القبلتين وثالث الحرمين وفيها جاء قول « النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا ، هي الأرض التي جاءها الخليفة عمر بن الخطاب فاتحا تسلمها من صفرنيوس ملك الروم وفي القدس عقدت العهدة العمرية ، فلسطين بعروبتها وإسلاميتها ومسيحيتها تبقى ارض السلام وارض الديانات والأنبياء ، وهي تحظى بالولاية الهاشمية واهتماماتها ورعايتها وتحول دون الأطماع الصهيونية.

هذا الغول الاستيطاني ومحاولات تهويد قدس الأقداس من قبل المحتل الإسرائيلي يتطلب من العرب جميعا  وقفة مسؤولة لمواجهة المخططات الصهيو أمريكي   ويتطلب إجراءات وقرارات ترقى لمستوى التحديات التي يفرضها المحتل على ارض الواقع، مما يتطلب خطة وطنية لمواجهة المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد الذي هدفه امن إسرائيل ووجود إسرائيل وإقامة ألدوله الاصوليه اليهودية على حساب الوجود الفلسطيني والأرض الفلسطينية .

 الأردن وفلسطين يقفان معا في مواجهة المخطط الصهيو أمريكي لمشروع التمدد الإسرائيلي على حساب الأمن القومي العربي ، وبات مطلوبا موقف عربي  داعم للأردن وفلسطين لتدعيم صمودهما في مواجهة المخطط الذي يتعرضان له في ظل ما تشهده المنطقة العربية من صراعات مذهبيه وطائفيه هدفها دعم امن إسرائيل على حساب امن الدول والشعوب العربية ضمن استراتجيه تقود لتحريف أولوية الصراع مع إسرائيل.

مطلوب استراتيجية عربية تقود لإنهاء الصراعات العربية العربية  وفي مقدمتها إنهاء الصراعات المذهبية والطائفية التي تشتعل في العراق ووقف الصراع في سوريا وليبيا و لبنان وتحركه أيادي خفيه ضمن مخطط يستهدف امن المنطقة ضمن محاولات تفتيت المنطقة وتقسيمها إلى دويلات تقود للهيمنة الاسرائيليه وسيطرتها على مقدرات الامة العربية وإدخالها في تحالفات ضمن منظومة أمنية تكون فيها إسرائيل صاحبة اليد العليا لتمرير مخططها لإسرائيل الكبرى.

إن  التخلي عن قضية فلسطين لن يدوم لان فلسطين كانت وستبقى مكان الجذب والاهتمام لكل العرب والمسلمين ومن تمسك بها فقد نال الظفر والنصر المبين ومن تخلى عنها لحقته الهزيمة والعار ليوم الدين انه التاريخ الذي لن يرحم المتخلفين والمنهزمين الذين قبلوا بالاستكانة والاستسلام للمخطط الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد الذي يستهدف فلسطين وقضية فلسطين ويضع في أولى أولوياته امن إسرائيل على حساب أمننا القومي العربي والإسلامي.